النحو العربي في ضوء المذهب الذاتي في نظرية المعرفة = Arabic Grammar in the Light of the Doctrine of Self : Study in the Representation of Minorities in Iraq Parliament
علي جاسم الخزاعي
يمكن أن نَصفَ الاتجاه الذي درس منهج النحو العربي في ضوء علم أصول الفقه لتحديد مفهومه، وكشف مبادئه المولّدة، وأسّس ما عُرِف بعلم أصول النحو أنَّه أول محاولة علمية جادة سعت إلى تشخيص الأسس المعرفية للنحو العربي لاعتقاد أصحاب هذا الاتجاه بأنَّ أدلة النحو يمكن وصفها بالأصول كما أنَّ أدلة الفقه توصف بالأصول كما أشار إلى ذلك الأنباري في مقدمة رسالته الثانية )لمع الأدلة(. وقد استعان هذا الاتجاه بمصطلحات أصول الفقه، ومفاهيمه لتحديد الفكر المؤسس للنحو العربي الذي رُسِمَ على شكل صورة أصولية؛ لأنَّ الدارسين قاموا بعملية نقل المفاهيم، والمصطلحات الأصولية إلى الدرس النحوي، فأصبح في النحو قياس جلي، وآخر خفي، وإجماع، واستصحاب حال، واستحسان، وصار في النحو تعارض أدلة، وترجيح، وغيرها من المصطلحات الأصولية، وهو ما يبدو واضحاً في كتاب الاقتراح للسيوطي، وشروحه. أمّا الدارسون المحدثون من أصحاب هذا الاتجاه، فقد أخذت عندهم أطروحة )أصول النحو( بعداً تاريخياً، إذ غلب على دراستهم أرخنة كل أصل من الأصول التي أقرها مؤسسو هذا الاتجاه.