تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة
عيسى إسكندر المعلوف
لعل المصريين يعدون من أقدم الأطباء؛ لاعتقادهم ببقاء الأجسام وإعادة الأرواح إليها؛ ما حملهم على حفظ جثث الموتى، فأوجدوا "التحنيط" الذي فاقوا فيه سواهم من الأمم، فكان كهنتهم في هياكلهم أطباء، وفي الآثار القديمة صور أقدم جرَّاحيهم من الكهنة يفصدون ويبضعون، وقد كُتبت أسرار صناعتهم على جدران هياكلهم بلغتهم الهيروغليفية المقدسة، وكلها تدل على مهاراتهم في الطب والجراحة، وكان ثلث دخل البلاد مخصصًا لكهنتهم الأطباء، وعلى ضوء ذلك يقدم هذا الكتاب مقالا حول تاريخ الطب عند الأمم القديمة، ويناقش الكتاب تاريخ الطب منذ وجوده وحتى أيام العرب، و قد لخص المقال أن الطب انتقل تدريجيًّا من "الطور الخرافي" المبني على الحدس والأوهام، والنحوس، والسعود والتنجيم إلى "الطب العملي"، وهو الذي وضعه أبقراط الملقَّب بأبي الطب.