سيميائية الخط العربي : بحث في بلاغة التواصل المرئي : خط الثلث نموذجا
إبراهيم جابر علي
هل يُمثِّلُ الخطُّ العربيُّ أيقونةً ثقافيةً تَحمِلُ فَلسفتَها الرُّوحيَّةَ علىٰ نَسَقِ أيقوناتِ الفنِّ الكَنَسِيِّ؟ هل تَخدُمُ تَشكيلاتُ الخطِّ العربيِّ معانيَ الكلماتِ التي تُجسِّدُها؟ هل يُمكِنُ اعتِبارُ الصُّورةِ المَكتوبةِ بالخطِّ العربيِّ ـ بقواعدِه وقوانينِه ـ نَصًّا يُمكِنُ التَّصدِّي له تحليلًا لِدلالاتِه، وكَشْفًا عن جمالِيَّاتِه؟ هل يُشكِّل الخطُّ العربيُّ (مَعنَمَا) سِيمْيَائِيًّا تواصُلِيًّا؟ هل تَصْلُحُ البلاغةُ ـ بَوصْفِها آليةً كاشِفةً عن جماليَّاتِ النُّصوصِ الأدبيَّةِ ـ أنْ تكونَ آليةً كاشِفةً ـ أيضًا ـ عن جماليَّاتِ الصورةِ المكتوبةِ بالخطِّ العربيِّ، بصفتِه أحدَ الفنونِ العربيَّةِ الأصيلةِ، وَالمُجَسِّدَ الجماليَّ لنُصوصِها الدينيةِ والإبداعيَّةِ؟ هلِ المدخلُ الأصيلُ لدراسةِ الصورةِ الخطيَّةِ هو المدخلُ السِّيمْيَائِيُّ؟أم المدخلُ البلاغيُّ؟ أَمْ هما معًا؟ تلك هِي الأسئلةُ التي تنطلِقُ منها هذه الدراسةُ الباحثةُ في بلاغةِ الخطابِ البَصَرِيِّ في واحدٍ من أهمِّ تجلِّياتِه علىٰ امتدادِ التاريخِ العربيِّ، وهو الخطُّ الذي يُعَدُّ الآليةَ الوحيدةَ التي حَفِظَتْ لنا العربيةَ: قُرآنًا،وشِعْرًا، ونَثْرًا،وتُراثًا ثقافِيًّا، وعليه فقد جاء هذا الكتاب في قسمين متناولا التأسيس النظري والتطبيقي.