أخصائي مصادر التعلم أو الأمين وقيادة التغيير التعليمي
حسني عبد الرحمن الشيمي
إن المدخل الرئيسي لحياة المكتبات المدرسية والجامعية في زمننا المعاصر هو العنصر البشري، وذلك لأن الآلية قد تغلب على دور الأخصائيين في المكتبات ومراكز المعلومات، وبخاصة الكبرى منها حيث يمكنهم القيام بمهامهم دون تفاعل مباشر مع المستفيدين، أما البيئة التعليمية فتستعصي على تلك الآلية، لأنها بيئة اجتماعية إنسانية، وإن الأمين في مرآة الفكر التربوي يعيش دور القيم على الأوعية يزود بها، وينظمها ويقدمها للطلاب والمعلمين والإداريين، وربما لغيرهم حيث يساعدهم على إجراء التجارب في التفكير ودوره التعليمي الذي يبدأ يتجاوز التدريب على المهارات المكتبية إلى دمجها ودمج خدمات المكتبة عموما، في المنهج من خلال تغذية المقررات الدراسية، ومضاعفة القيمة المادية والمعنوية للموارد الفكير التي ينبع من خلالها الإبداع، واستيعابا لهذا كله جاءت التقنيات الحديثة بفرصها وتحدياتها لتضع هذا الأمين في موقف يقود فيه التغيير التعليمي داخل المدرسة والجامعة، وعلى ضوء ذلك يتخذ الكتاب اتجاهه الرئيسي، أي مكان الأمين ومكانته في البيئة التقنية المعاصرة من خلال التدليل على أن التقنيات إذا ما أحسن هضمها واستيعابها والصداقة معا على قيادة التغيير التعليمي.