الحماية الجنائية للسر المهني
هشام ليوسفي
إن الخيارات السلمية التي في مقدمة طُرقها يقف الحوار، هي الآليات التي على أساسها أمكن تشكيل بنية المجتمعات المعاصرة المنفتحة على مفهوم التعايش والتفاهم السلمي، لا سيما على الصعيد الداخلي في بلدان تتعدد قوميات سكانها، ولولا الحوار ولغة العقل وسيادة القانون لأكلت مكونات كل بلد من تلك البلدان بعضها بعضًا ضمن ما نسميه اليوم "صراع المكونات" أو "صراع الفرقاء." تعد القضية الكردية في العراق اليوم واحدة من القضايا مثار جدل كبير في وجود دستور يقوم على أساس الفهم الذي يفترض أن يكون قارًّا لمفهوم النظام الفيدرالي، التعددي، والذي سيعني ضمنًا إعادة حق لمكون مهم بين مكونات العراق المختلفة عرقيًّا، وثقافيًّا ولُغَوِيًّا. وهو ما يضعنا اليوم أمام القضية الكردية في ثوبها الجديد وهي بما يمثلها من زعماء أحزاب وحركات كردية مطروحة على طاولة الحوار الوطني أملًا في الوصول إلى نوع من التفاهم بشأن مطالب الكرد الواقعية والمنطقية. إن الكتاب الذي بين يديكم يهدف عبر ما يحتضنه من حوارات منتقاة بدقة من حيث الأسئلة والأجوبة، يهدف إلى إلقاء الضوء على جوهر القضية بلا رتوش وهي تعتمل في رأس السياسي الكردي الأستاذ "فاضل ميراني" والمنشورة في صحف ومجلات وقنوات إذاعية، رغبة منه في حل المشكلات العالقة بين الإقليم والحكومة المركزية عن طريق الحوار الوطني الجاد بين الأطراف المتنازعة في العراق كحل وحيد لبناء عراق يليق بمنجز النضال.