حق الصدارة في النحوالعربي
عزمي محمد عيال سلمان
تُعدُّ الموقعية إحدى الظواهر التي دُرسَتْ مِن النحاة والبلاغيين دراسةً مُستفيضةً، والبلاغيون في ذلك تبَعٌ للنحاة، إذْ قسَّم النحاة الرُّتبة إلى محفوظة وغير محفوظة، فارتضى البلاغيون هذا التقسيم، وتجنَّبوا الحديث في الرُّتبة المحفوظة، لحفظها وثبات وضعها، فلا تختلف عليها الأساليب، وعَمدوا إلى الرُّتبة غير المحفوظة فمنحوها دراسة أسلوبية، وأفردوا لها بابًا سمَّوه التَّقديم والتَّأخير، وفي هذا الكتاب دراسة لحق الصدارة في النحو العربي، سعى الباحث فيها إلى جَمْع آراء النحاة القدماء من لدن سيبويه؟ 180هـ) حتى الخضري؟ 1286هـ)، ورَصْد أحكامهم حول كلِّ لفظ مِن الألفاظ التي لها حَقُّ الصَّدارة، ونظرًا لتفاوت النحاة وتنوُّع اهتماماتهم في تحديد هذه الظاهرة فقد جاءت نصوصهم متباعدة زمنيًّا، فإذا ما وردت إشارة من نحوي سابق ونقلها عنه نحوي لاحق اكتفى الباحث بما قاله السابق رغبةً في نسبة الآراء إلى أصحابها، آخذًا في ذلك كله بواقع اللغة، وما نطقت به العرب، ومبتعدا عن التمارين الافتراضية، والتقديرات العقلية التي لا تتوافق مع الأنماط اللغوية المستعملة، ومُؤْثِرًا الوصف والتحليل أداتين من أدوات البحث والدراسة، وقد قسم الباحث بحثه إلى أربعة فصول، جاءت عناوينها على النحو التالي: الصَّدَارة، وبِنَاء الجملة العربية، والأسماء التي لها الصَّدارة، والأفعال التي لها الصَّدارة، وأخيرا الحروف التي لها الصَّدَارة.